Professional Documents
Culture Documents
اليوم الرابع ـ ترتيب تجهيزات القسم بالتعليم الأولي
اليوم الرابع ـ ترتيب تجهيزات القسم بالتعليم الأولي
المدرسية
.
إن األماكن التي تأوي األطفال لمدة ساعات طويلة في كل يوم ،البد أن
تخضع لتنظيم مالئم يمكن األطفال من التمرن على مختلف أنشطة التفتح
واالستكشاف ،ويتيح لهم فرص التعلم واللعب والحركة في فضاء القسم
بيسر ،دون أن تشكل تجهيزاته عائقا بالنسبة لهم.
عالوة على ما سبق ذكره يتحتم على المربي(ة) أن يحول العالقة التربوية
في قسمه ،من وضع ملقن للمعرفة ومتلق لها ،إلى عالقات أكثر تفاهما
وتسامحا مع األطفال ،وأن يقيم شبكة تواصل يكون الطفل دائما هو
محورها و مركزها.
فاألركان الخاصة باأللعاب والورشات التربوية التي تعد من المكونات
األساسية لتنظيم الفضاء ،تسعى إلى بلورة نوع من العالقة التي تساعد
األطفال على التبادل والتواصل بين المربي (ة) واألطفال من جهة وبين
األطفال مع بعضهم البعض من جهة أخرى.
كلما وفرنا للطفل بنية تربوية ما قبل مدرسية تكون مكوناتها المادية
والتنظيمية والبشرية والتربوية منسجمة مع خصوصياته ومستجيبة
لحاجاته الضرورية ،كلما ساعدناه على النمو السوي.
ماهي المبادئ التي يجب توفرها لتنظيم الفضاء؟
سعيا إلى تمكين الطفل من نموه الشامل والمتجانس وبغية إقرار تنشيط
تربوي غني ،يتحتم على المربي أن يحترم جملة من المبادئ:
المبدأ األول :
يتعلق بتنظيم فضاء القسم بكيفية ال تعيق حركة األطفال داخل الفصل،
وتيسر تنقلهم بكل حرية من مجموعة عمل إلى أخرى ،ومن ركن إلى
آخر .مما يساعد الطفل تدريجيا على إدراك الحد الفاصل بين حرية التنقل
وضرورة االستقرار في مكان معين.
هكذا يتعود الطفل أيضا على إنجاز عمله إلى نهايته ،دون إزعاج اآلخرين
أو عرقلة سير نشاطهم.
المبدأ الثاني :
يتعلق بإشراك األطفال في تنظيم وإعداد قسمهمّ ،إذ يمكنهم مثال تزيين
جدران الحجرة بإنجازاتهم (رسوم ،صباغة ،ملصقات) أو بكتابات
المربي(ة) .كما يمكنهم إحضار أشياء مسترجعة أو عناصر من الطبيعة،
كاألغراس أو الورود ،وكذلك المساهمة ببعض المواد الضرورية لبناء
ركن من أركان اللعب :قنينات الحليب ،كؤوس ”لياوورت“ الفارغة،
أو معلبات وصناديق من الورق المقوى المستعملة ،أو ألبسة بالية .هذا
يقتضي بالطبع اإللحاح على مساهمة األطفال الفعلية في بناء كل ركن من
األركان ،ألن مشاركة األطفال في هذا العمل تساعد المربي(ة) على خلق
جو جماعي يشعر فيه الطفل بمسؤوليته إزاء مشروع المجموعة ،بحيث
يمتلك حيزه من الفضاء معتبرا إياه مكانا ثانيا للعيش بعد بيت أسرته.
المبدأ الثالث :
ينطلق من ضرورة إشراك األطفال في التدبير اليومي للقسم .وبما أن
العمل التربوي ،من وجهة هذا المنظور الجديد ،لم يبق مرتكزا على
الدرس الملقن ،بل أصبح يتمحور حول تنشيط مختلف األعمال التربوية
اليومية ،فعلى المربي(ة) أن يتقيد بتوضيح كل مرحلة من مراحل
المشروع المقترح على األطفال بطريقة جلية ومنطقية ،ملتمسا
مساهمتهم في تنفيذه.
من الضروري إذن ،أن يتعلم األطفال ترتيب األدوات (اللعب التربوية،
الملفات ،الكتب ،األقالم اللبدية ،المقص .)...وإرجاعها إلى أماكنها لكي
يتسنى لهم العثور عليها بدون عناء أثناء الحصة ،أو في اليوم الموالي،
كما يتوجب عليهم أن يتعلموا أيضا تنظيف الطاوالت بعد كل نشاط قد تنتج
عنه أوساخ للحفاظ على نظام ونظافة الفضاء التربوي.
المبدأ الرابع:
ينطلق من أن التنظيم الفضائي للقسم عملية دائمة التطور ،يجب تكييفها
مع إيقاع تقدم األطفال ،ومشروع القسم ،ومع كل نشاط جديد .فمثال ركن
الطبيب ،أو ركن السير على الطرق ،تقام لمدة من الزمن تكفي المربي(ة)
لتحقيق جملة من األهداف وبعدها يمكن تعويضها بأركان جديدة.
إذا سار المربي(ة) على هذا النهج ،فإنه سيتمكن من تنويع األنشطة التي
يقترحها على األطفال مناوبا األنشطة الفردية والجماعية واألنشطة الحرة
والموجهة ،سواء داخل القسم أو خارجه.
والشك أن في المزج بين هذه اإلمكانيات التربوية وسيلة تؤدي إلى إغناء
تجارب األطفال وتقوية طاقاتهم الخيالية ،باإلضافة إلى تنمية عالقاتهم
ومؤهالتهم االجتماعية مع تجنب أي عياء محتمل أو كلل قد يصيبهم.
ولعله من نافلة القول التذكير بأن المربي(ة) يلعب دورا أساسيا في هذا
التنظيم الذي يتحكم في نوعية نمو الطفل ،كما أن نجاح المشروع
التربوي رهين بانسجام عناصره :فالتناوب بين العمل الفردي
والجماعي ،وتتابع النشاط الحر والمعلمات الثابتة التي ال يجوز تجاوزها،
والتعاقب بين أوقات اللعب والراحة وفترات األشغال الموجهة ،كل هذا
يؤثر في نمو الطفل ويساهم في هيكلة شخصيته.
المبدأ الخامس:
الحرص على أن يكون إعداد القسم مسايرا لإليقاعات الفيزيولوجية
للطفل واطمئنانه العاطفي ،إذ يتوجب على المربي(ة) أن يهيئ أمكنة
هادئة ،آمنة وموحية بطمأنينة األطفال الصغار الذين تظهر عليهم عالمات
العناء وذلك بتوفير الراحة لمن يريد أن يخلد إليها ،أو تيسير وقت
القيلولة لمن يريد أن يقيل ،وبتنظيم أنشطة مهدئة كاللعب في ركن منزو،
أو قراءة حكايات ،أو االستمتاع بصور مألوفة...
المبدأ السادس:
الحرص على جعل تنظيم القسم يعكس القواعد التي تسير عليها المؤسسة
قصد تحسيس الطفل بالقوانين وتعويده على احترامها ،ومن أجل تطبيق
ذلك ،يسهر المربي(ة) على تنظيم أنشطة تربوية منسجمة مع الضوابط
والمبادئ التي تم إقرارها في المشروع التربوي ،باتفاق مع األطفال
وباشتراك الفريق التربوي للمؤسسة ،وينبغي ترجمة هذه القواعد
والمبادئ ،في حد ذاتها ،إلى أنشطة تزاول مع األطفال ،قصد مساعدتهم
على استيعابها ودمجها في سلوكا تهم اليومية.
المبدأ السابع:
الحرص على تنظيم الفضاء الداخلي والخارجي بكيفية ال تعرض األطفال
للخطر بل تضمن سالمتهم ،من أجل ذلك ،البد أن يختار المربي الوسائل
والمواد الجيدة لبناء األركان داخل القسم ،وإلقامة مجاالت اللعب
الخارجية ،كما يتعين عليه من جهة أخرى تنظيم أنشطة موافقة لمؤهالت
األطفال ،ألن دور المربي ال ينحصر في دعم أو تشجيع إنتاجهم والثناء
عليهم ،بل كذلك في اجتناب كل األعمال التي تفوق طاقاتهم والمحفوفة
بالمخاطر الجسمية.
المبدأ الثامن:
الحرص على إشراك أولياء األطفال في تنظيم القسم ،ليس فقط قصد
االستفادة من مساعدتهم المادية واستغاللهم كمصادر لتوفير مواد تجهيز
القسم ،وإنما إلقرار جو تعاوني وتبادلي يكون الطفل المستفيد األول منه.
إن هذا التبادل مع أولياء األطفال يساعد المربي ،طوال السنة ،على
توضيح منهجيته ومشاريعه ومناقشتها معهم ،فعندما يتم إشراك أولياء
األطفال في الحياة اليومية للمؤسسة غالبا ما يسهل عليهم إدراك عمل
المربي(ة) بكيفية أعمق والمساهمة فيه بكل تلقائية.
ترتيب تجهيزات القسم:
إن التجهيزات التقليدية من مقاعد وطاوالت وسبورات ،المنبثقة عن
النمط المتبع في المدرسة األساسية ،ال تستجيب لحاجات الطفل في سن
ما قبل التمدرس .هذا النوع من التجهيز ،الذي نصادفه في معظم
المؤسسات التي تستقبل األطفال في سن ما قبل التمدرس يعيق كل
محاوالت المربي إلدخال تجديدات تربوية وأنشطة تلبي بالفعل حاجات
الطفل ،وتتالءم مع اهتماماته.
إن نوعية العالقة التربوية الوحيدة التي يتيحها هذا النمط في تنظيم القسم
وترتيب تجهيزاته هي العالقة التي تنجم عن نمط تعليمي مدرسي صرف،
يرتكز أساسا على الترديد اآللي والحفظ عن ظهر قلب "للدروس" الملقنة
تلقينا من قبل المربي(ة) ،بحيث ال يحق للطفل أن يبرح مكانه حتى نهاية
الحصة الصباحية أو الزوالية.
إن أي إرساء لعالقة تربوية جديدة ،يقتضي تغيير وضعية تجهيزات القسم
حسب سن األطفال وحسب األهداف التربوية المتوخاة .وهذا يعني أن
على المربي(ة) أن يضم الطاوالت بعضها إلى البعض لتمكين األطفال من
العمل في مجموعات صغيرة ،ثم يحاول تدريجيا تدبير عمله التربوي
بإدخال وسائل تربوية أخرى كاأللعاب ،مثال ،حول األركان ،أو األنشطة
داخل الورشات التربوية ،أو الخرجات ،أو التربية البدنية ،أو النفس
الحركية ...وأن يعي أيضا بأن السبورة ليست الدعامة التربوية الوحيدة
لكل األنشطة.
أهمية الوسائل التربوية /التعليمية
تتبوأ الوسائل التعليمية مكانة مرموقة بين المدخالت التربوية لتعدد
فوائدها وتحظى بأهمية بالغة لدى المربين والمخططين التربويين لما لها
من أهمية في استثارة اهتمام المتعلم وإشباع حاجته للتعلم ،فالشك أن
للوسائل التعليمية المختلفة كالرحالت والنماذج واألفالم التربوية والصور
تقدم خبرات متنوعة يأخذ منها كل طفل (ة) ما يحقق أهدافه ويثير
اهتمامه .وكلما كانت الخبرات التعليمية التي يمر بها المتعلم أقرب إلى
الواقعية أصبح لها معنى ملموسًا ووثيقة الصلة باألهداف،
و يمكن كذلك عن طريق استخدام الوسائل التعليمية تنويع الخبرات الـتي
تهيؤها المؤسسة والممارسة والتأمل والتفكير فتصبح بذلك حقًال لنمو
الطفل(ة) في جميع االتجاهات وتعمل على إثراء مجاالت الخبرة التي يمر
بها وبذلك تشترك جميع حواس المتعلم في عمليات التعلم مما يؤدي إلى
ترسيخ وتعميق هذا التعلم.
وتساعد الوسائل التعليمية على تكوين عالقات مترابطة مفيدة راسخة
بين كل ما يتعلمه الطفل(ة) وذلك عندما تشترك الحواس في تشكيل
الخبرة الجديدة وربطها بالخبرات السابقة
ونرى أن الوسائل التعليمية إذا أحسن المربي(ة) استخدامها وتحديد
الهدف منها وتوضيحه في ذهن الطفل(ة) يؤدي ذلك إلى زيادة مشاركة
هذا األخير اإليجابية في اكتساب الخبرة وتنمية قدراته على التأمل ودقة
المالحظة وإتباع التفكير العلمي.
يؤدي هذا األسلوب إلى تحسين نوعية التعلم ورفع مستوى األداء عند
المتعلم .كما نرى أن الوسائل التعليمية يمكن عن طريقها تنويع أساليب
التعليم لمواجهة الفروق الفردية بين األطفال
فمن المعروف أنهم يختلفون في قدراتهم واستعداداتهم ،فمنهم من يحقق
مستوى عاٍل من التحصيل عند االستماع ومنهم من يزداد تعلمه عن
طريقه الخبرات البصرية مثل مشاهدة األفالم أو الشرائح أو الصور...
الدور الذي تلعبه الوسائل التعليمية في تحسين عملية
التعليم والتعلم:
أوًال :إثراء التعليم:
أوضحت الدراسات واألبحاث ( منذ حركة التعليم السمعي البصري )
ومرورًا بالعقود التالية أن الوسائل التعليمية تلعب دورًا جوهريًا في إثراء
التعليم من خالل إضافة أبعاد ومؤثرات خاصة وبرامج متميزة .إن هذا
الدور للوسائل التعليمية يعيد التأكيد على نتائج األبحاث حول أهمية
الوسائل التعليمية في توسيع خبرات المتعلم وتيسير بناء المفاهيم
وتخطي الحدود الجغرافية والطبيعية
وال ريب أن هذا الدور تضاعف حاليًا بسبب التطورات التقنية المتالحقة
التي جعلت من البيئة المحيطة بالمؤسسة تشكل تحديًا ألساليب التعليم
والتعلم التربوية لما تزخر به هذه البيئة من وسائل اتصال متنوعة
تعرض الرسائل بأساليب مثيرة ومشرقة وجذابة .
ثانيًا :تساعد الوسائل التعليمية على استثارة اهتمام المتعلم وإشباع
حاجته للتعلم:
يأخذ المتعلم من خالل استخدام الوسائل التعليمية المختلفة بعض الخبرات
التي تثير اهتمامه وتحقيق أهدافه
وكلما كانت الخبرات التعليمية التي يمر بها المتعلم أقرب إلى الواقعية
أصبح لها معنى ملموسًا وثيق الصلة باألهداف التي يسعى المتعلم إلى
تحقيقها والحاجات التي يتوق إلى إشباعها.
ثالثا :تساعد على زيادة خبرة المتعلم مما يجعله أكثر استعدادًا للتعلم:
هذا االستعداد الذي إذا وصل إليه المتعلم يكون تعلمه في أفضل صورة.
ومثال على ذلك مشاهدة شريط وثائقي حول بعض الموضوعات المدرجة
بالمشاريع الموضوعاتية توفر الخبرات الالزمة للمتعلم وتجعله أكثر
استعدادًا للتعلم.
رابعا :تساعد الوسائل التعليمية على اشتراك جميع حواس المتعلم:
إّن اشتراك جميع الحواس في عمليات التعليم يؤدي إلى ترسيخ وتعميق
هذا التعّلم .وهي تساعد على اشتراك جميع حواس المتعّلم ،وهي بذلك
تساعد على إيجاد عالقات راسخة وطيدة بين ما تعلمه الطفل(ة) ،وما
يترتب على ذلك من بقاء أثر التعلم.
خامسا :تساعد الوسائل التعليمية عـلى تـحاشي الوقوع في اللفظية:
والمقصود باللفظية استعمال المربي(ة) ألفاظًا ليست لها نفس الداللة عند
المتعلم ،وال يحاول توضيح هذه األلفاظ المجردة بوسائل مادية محسوسة
تساعد على تكوين صور ذهنية لدى الطفل(ة) ،ولكن إذا تبنى المربي(ة)
هذه الوسائل واعتمدها فإن اللفظ يكتسب أبعادًا من المعنى تقترب به من
الحقيقة األمر الذي يساعد على زيادة التقارب والتطابق بين معاني
األلفاظ في ذهن كل من المربي(ة) والطفل(ة) ؛
سادسا :تساعد الوسائل التعليمية في زيادة مشاركة المتعلم اإليجابية في
اكتساب الخبرة:
تنمي الوسائل التعليمية قدرة المتعلم على التأمل ودقة المالحظة وإتباع
التفكير العلمي للوصول إلى حل المشكالت .وهذا األسلوب يؤدي
بالضرورة إلى تحسين نوعية التعلم ورفع األداء عند المتعلمين؛
سابعا :تساعد الوسائل التعليمية على تنويع أساليب التعليم /التنشيط
لمواجهة الفروق الفردية بين المتعلمين؛
ثامنا :تؤدي الوسائل التعليمية إلى ترتيب واستمرار األفكار التي يكونها
المتعلم؛
تاسعا :تـؤدي الوسائل التعليمية إلـى تعـديل الــسـلوك وتـكـويــــن
االتجاهات الجديدة؛