Download as pptx, pdf, or txt
Download as pptx, pdf, or txt
You are on page 1of 45

‫عـ ـقــد الـمـرابـحة لآلمــر بـال ــشراء‬

‫ب‪ .‬ي‪ .‬د‪ .‬مراد جبار سعيد‬

‫‪murad.saeed@su.edu.krd‬‬
‫‪.‬‬ ‫عقـد المرابحـة أو المرابحـة لآلمـر بالشـراء‬
‫فاألصـُل في البنـوك اإلسـالمية أنهـا تعمـل حسـب أحكـام الَّش ريعة اإلسـالمية‪،‬‬
‫لكنه ــا تتف ــاوُت فيم ــا بينه ــا في درج ــة االنض ــباط به ــذه األحك ــام في إجـ ـراء‬
‫‪.‬‬ ‫المعـامالت‪ ،‬وذلـك نظـرًا الجتهـادات القـائمين عليهـا‪.‬‬
‫‪ -‬والــبيُع الــذي تقــوم بــه البنــوك اإلســالمية هــو مــا يســمى بـ ـ (بيــع الُم َراَبَح ة‬
‫لآلِم ر بالِّش راء)‪ ،‬ه ـ ــو من المع ـ ــامالت ال ـ ــتي طـ ـ ـَرحت نفَس ها في العص ـ ــر‬
‫الح ــديث‪ ،‬وأص ــبحت رك ــيزًة أساس ــية في النش ــاط االقتص ــادي اإلس ــالمي‪،‬‬
‫وذات ت ــأثير كب ــير في الحي ــاة االقتص ــادية‪ ،‬فـ ـدار حوله ــا في ال ــوقت نفس ــه‬
‫‪.‬‬ ‫ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدل كب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــير‬
‫‪ -‬وهــو من الــبيوع الــتي اختلــف فيهــا العلمــاء؛ ويــرون أن صــور الغــرر والِّرَب ا‬
‫تكتنُفه ــا في بعض مراحله ــا؛ ل ــذا فق ــد اختلف ــوا حوله ــا‪ ،‬فمنهم من منعه ــا‪،‬‬
‫ومنهم من أجازها‪.‬‬
‫‪‬تعريف عقد المرابحة عند الفقهاء القدامى‪:‬‬
‫‪‬المرابحــة لغــة‪ :‬المرابحــة في اللغــة مــأخوذة من كلمــة‪ :‬ربح وتعــني‪ :‬النمــاء‬
‫في التجـارة‪ ،‬وربح في تجارتـه يـربح ربحـا‪ ،‬وهـذا بيـع مـربح إذا كـان يـربح‬
‫فيـه‪ ،‬وبعتـه السـلعة مرابحـة على كـل عشـرة دراهم درهم‪ ،‬وكـذلك اشـتريته‬
‫مرابحة‪.‬‬
‫فقد عرفها بتعريفات كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ -1‬قـــال المرغينـ ــاني الحنفي‪( :‬المرابحـ ــة نقـ ــل مـ ــا ملكـــه بالعقـ ــد األول‬
‫بالثمن األول مع زيادة ربح )‪.‬‬
‫‪ -2‬وعرفه ــا ابن رش ــد الم ــالكي بقول ــه‪( :‬هي أن ي ــذكر الب ــائع للمش ــتري‬
‫الثمن الـ ــذي اشـ ــترى بـ ــه السـ ــلعة‪ ،‬ويشـ ــترط عليـ ــه ربح ـ ـًا مـ ــا للـ ــدينار أو‬
‫‪ -3‬وعرفه ــا أب ــو اس ــحاق الش ــيرازي الش ــافعي بقول ــه‪( :‬أن ي ــبين رأس الم ــال‬
‫وقـدر الـربح بـأن يقـول ثمنهـا مئـة‪ ،‬وقـد بعتكهـا بـرأس مالهـا وربح درهم في كـل‬
‫عش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة)‪. .‬‬
‫‪ -4‬كمـا عرفهـا ابن قدامـة المقدسـي الحنبلي بقولـه‪( :‬الـبيع بـرأس المـال وربح‬
‫معل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم)‪.‬‬
‫‪ -‬وخالصـة القـول في تعريـف بيـع المرابحـة أنـه يقـوم على أسـاس معرفـة الثمن‬
‫األول وزي ـ ــادة ربح علي ـ ــه‪ ،‬حيث إن المرابح ـ ــة من بي ـ ــوع األمان ـ ــة‪ ،‬فينبغي أن‬
‫‪.‬‬ ‫يكـون الثمن األول معلومـًا‪ ،‬وأن يكـون الـربح معلومـًا أيضـًا‬
‫‪ -‬ويكــون ال ـربح إمــا بنســبه من الثمن أو بمبلــغ مقطــوع حســب اإلتفــاق بين‬
‫الط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرفين ‪.‬‬
‫‪ -‬وتكـ ـ ــون السـ ـ ــلعة مملوكـ ـ ــة للبـ ـ ــائع وقت التفـ ـ ــاوض والتعاقـ ـ ــد عليهـ ـ ــا ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫حكم بي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع المرابح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬
‫‪ -‬ي ـرى جمهــور الفقهــاء أن بي ــع المرابحــة من الــبيوع الج ــائزة شــرعًا وال‬
‫‪.‬‬ ‫كراه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة فيه‪.‬‬
‫‪ -‬ال ــدليل على مش ــروعيته‪ :‬ج ــواز عم ــوم قول ــه تع ــالى‪( :‬وأح ــل اهلل ال ــبيع‬
‫وحــرم الربــا)‪ .‬ألن الثمن في بيــع المرابحــة معلــوم‪ ،‬إذ ال فــرق بين قولــه‪:‬‬
‫بعتـك هـذا الثـوب بمئـة وعشـرة‪ ،‬وبين قولـه‪ :‬بعتـك بمئـة‪ ،‬وربح كـل عشـرة‬
‫‪.‬‬ ‫واح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫شروط ص ـ ـ ـ ـ ــحة عق ـ ـ ـ ـ ــد المرابح ـ ـ ـ ـ ــة عن ـ ـ ـ ـ ــد الفقه ـ ـ ـ ـ ــاء الق ـ ـ ـ ـ ــدامى‬
‫‪ -1‬علُم المشـتري بـالثمن األول للسـلعة‪ ،‬بمـا في ذلـك المصـروفات المعتـبرة‪ ،‬فـإذا‬
‫اَّطلــع المشــتري على خيانـٍة في الثمن‪ ،‬فهــو بالخيــار إن شــاء أنفــذ عقــد الــبيع‪ ،‬وإن‬
‫‪.‬‬ ‫ذه‬ ‫ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء لم ن ِف‬
‫ُي‬
‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫‪ -2‬أن يك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربح معلوًم‬
‫‪ -3‬أن يكـ ـ ـ ــون العقـ ـ ـ ــد األول صـ ـ ـ ــحيًح ا‪ ،‬فـ ـ ـ ــإن كـ ـ ـ ــان فاس ـ ـ ـ ـًد ا لم َيُج ِز الـ ـ ـ ــبيع‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكـ ــون العقـ ــد خاليـ ــا من الربـ ــا‪ ،‬وأال يكـ ــون الثمن في العقـ ــد األول مقـ ــابًال‬
‫بجنِس ه من أمــوال الِّرَب ا‪ ،‬كمــا إذا اشــترى المشــتري األول البضــاعة بجنســها؛ (مثــل‬
‫قمح مقابـل قمح‪ ،‬أو ذهب مقابـل ذهب)‪ ،‬فال يجـوز بيعهـا حينئـٍذ بجنسـها مرابحـة؛‬
‫‪.‬‬ ‫ألن الزي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادة حينئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـٍذ تك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون رب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫‪ -5‬أن ي ــبين الب ــائع العيب الح ــادث بع ــد الش ـراء للس ــلعة‪ ،‬وك ــل م ــا ه ــو في مع ــنى‬
‫العيب‪.‬‬
‫ُيقصـد باإلسـتثمار عن طريـق المرابحـات هـو‪ :‬بيـع السـلعة بتكلفتهـا باإلضـافة إلى‬
‫‪.‬‬ ‫ربح معل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم‪:‬‬
‫‪.:‬‬ ‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالبيع إم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫‪.‬‬ ‫أ‪ -‬أن يكـ ـ ـ ــون من غـ ـ ـ ــير النظ ـ ـ ــر إلى رأس م ـ ـ ــال السـ ـ ـ ــلعة‬
‫‪.‬‬ ‫وه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا ينقس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدوره إلى‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫بيـ ــع المسـ ــاومة وهـ ــو‪ :‬الـ ــبيع الـ ــذي ال ُيظهـ ــر فيـ ــه البـ ــائُع رأَس مـ ــاله‪.‬‬
‫وبيـع المزايـدة هـو‪ :‬أن ينـادي البـائع على سـلعته – بنفسـه أو نائبـه‪ -‬ويزيـد النـاس‬
‫‪.‬‬ ‫بعضــهم على بعض حــتى تقــف على آخــر زائــد فيهــا فيأخــذها‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن يكـون بـالنظر إلى رأس مـال السـلعة‪ ،‬وهـذا ُيسـمى بيـع األمانـة‬
‫وبي ـ ــع المزاي ـ ــدة‪ :‬ج ـ ــائز بإجم ـ ــاع المس ـ ــلمين‪ ،‬ولكن قي ـ ــده الش ـ ــافعية ب ـ ــأمرين‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن ال يك ــون في ــه قص ــد اإلضـ ـرار بأح ــد‪ ،‬ب‪ -‬ب ــإرادة الشـ ـراء‪ ،‬وإال ح ــرمت‬
‫الزيادة؛ ألنها من النجش المحرم‪.‬‬
‫‪ -‬وبيوع األمانة هي البيوع التي ُيحدد فيها الثمن بمثل رأس المال‪ ،‬أو أنقص منه‪ ،‬أو‬
‫أزيد منه‪ .‬فسميت به؛ ألنه يؤتمن فيها البائع في إخباره برأس المال‪.‬‬
‫‪ -‬فإذا كان بمثل رأس المال‪ُ ،‬س مي البيع بيع التولية‪ .‬وهي‪ :‬البيع بأصل الثمن فقط‬
‫‪.‬‬ ‫بال ربح وال خسارة‪.‬‬
‫‪ -‬أما اذا كان بأنقص من رأس المال‪ ،‬فيسمى بيع الوضيعة‪ .‬أو الحطيطة أو النقيصة‬
‫‪.‬‬ ‫وهي‪ :‬البيع بأقل من أصل الثمن‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬وفي حالة ما إذا كان بأكثر من رأس المال‪ ،‬فُيسمى بيع المرابحة‪.‬‬
‫‪ -‬وعلى ذلك‪ ،‬فبيوع المرابحة ُتعتبر أحد صور بيوع األمانة؛ ألنها تعتمد على أمانة‬
‫البائع في إخطار الُم شتري بتكلفة السلعة وربحها‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫تعري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف عق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد المرابح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة لآلم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر بالشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراء‬
‫‪.‬‬ ‫فقـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد عرفـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه العلمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء المعاصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرون بتعريفـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات عـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدة منهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‪:‬‬
‫‪ -1‬عرف ــه د‪ .‬س ــامي حم ــود بقول ــه‪" :‬أن يتق ــدم العمي ــل إلى المص ــرف طلب ــا من ــه ش ـراء‬
‫السـلعة المطلوبـة بالوصـف الـذي يحـدده العميـل‪- ،‬ألنـه ال يملـك المـال الكـافي لسـداد‬
‫ثمنهـا نقـدًا‪ ،‬وعلى أسـاس الوعـد منـه بشـراء تلـك السـلعة مرابحـة‪ ،‬وبالنسـبة الـتي يتفقـان‬
‫‪.‬‬ ‫عليه ـ ـ ـ ـ ــا‪ ،‬وي ـ ـ ـ ـ ــدفع الثمن مقس ـ ـ ـ ـ ــطا حس ـ ـ ـ ـ ــب أمكانيات ـ ـ ـ ـ ــه"‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪" -2‬طلب ش ـراء للحص ــول على م ــبيع موص ــوف مق ــدم من عمي ــل إلى مص ــرف يقابل ــه‬
‫قبـول من المصـرف‪ ،‬ووعـد من الطـرفين األول بالشـراء‪ ،‬والثـاني بـالبيع بثمن وربح يتفـق‬
‫‪. .‬‬ ‫عليه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا مس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبقا"‪.‬‬
‫‪-‬ويطلـ ــق عليهـ ــا‪" :‬المرابحـ ــة المركبـ ــة"‪ ،‬و"بيـ ــع المواعـ ــدة"‪ ،‬و"المرابحـ ــة المصـ ــرفية"‪،‬‬
‫و"المواعدة على المرابحة"‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق بين بي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع المرابح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة والرب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‪:‬‬
‫‪ -‬يتـبين الفـرق بين المرابحـة والربـا من وجـوه عـدة‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬المرابح ــة بي ــع س ــلعة يج ــوز فيه ــا الزي ــادة والنقص ــان‪ ،‬في حين أن الرب ــا‬
‫‪.‬‬ ‫عمليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرض بزي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادة ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرد على النق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود فقط‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ثاني ـًا‪ :‬البــائع في المرابحــة يشــتري الســلعة ويقبضــها وتــدخل في ضــمانه‪ ،‬ثم‬
‫يبيعهــا للمشــتري منــه نقــدًا أو باألقســاط؛ ولــذا فإنــه يتحمــل المســؤولية عن‬
‫‪.‬‬ ‫الشــيء الــذي اشــتراه قبــل أن يبيعــه إلى المشــتري ويســلمه إيــاه‪.‬‬
‫‪ -‬أمــا الم ـرابي فهــو يقــرض غــيره كي يشــتري مــا يحتاجــه بنفســه‪ ،‬وال يشــتري‬
‫الم ـ ـرابي هـ ــذا الشـ ــيء وال يتملكـ ــه وال يـ ــدخل في ضـ ــمانه‪ ،‬وال يتحمـ ــل أيـ ــة‬
‫مسؤولية عنه أبدًا‪.‬‬
‫وهــذا الفــرق الجــوهري بين المعاملــة اإلســالمية والمعاملــة الربويــة هــو الــذي‬
‫جعـل ربح البنـوك اإلسـالمية جـائزًا؛ ألنـه نـاتج عن عمليـة بيـع وشـراء وضـمان‪،‬‬
‫وجعـــل مـــا تتقاضـ ــاه البنـ ــوك الربويـــة من فوائـــد حرام ــًا؛ ألنه ــا مقاب ــل عملي ــة‬
‫اإلق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراض فقط‪.‬‬
‫ثالثـًا‪ :‬أربــاح البنــوك اإلســالمية ال تقبــل الزيــادة خالل فــترة تقســيط الثمن في‬
‫‪.‬‬ ‫المرابحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة؛ ألن نسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـربح ثابتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫‪ -‬وأمــا في عقــود القــروض الربويــة فــإن نســبة الفائــدة متغــيرة؛ لوجــود شــرط‬
‫ينص على أن الفائـدة قابلـة للتعـديل خالل سـداد أقسـاط القـرض الربـوي‪.‬‬

‫رابعـا‪ :‬المرابحـة اإلسـالمية بيـع يتم فيـه تـداول سـلعة معينـة‪ ،‬وفي هـذا تحريـك‬
‫‪.‬‬ ‫لعجلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة االقتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬أما الربا فهو تأجير مجرد للنقود‪ ،‬وتعطيل لحركة االقتصاد‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫أس ـ ــاس ظه ـ ــور اص ـ ــطالح بي ـ ــع المرابح ـ ــة لآلم ـ ــر بالشـ ـ ـراء‬
‫بيـع المرابحـة لآلمـر بالشـراء اصـطالح حـديث‪ :‬ظهـر منـذ فـترة وجـيزة‪ ،‬وأول‬
‫من اسـ ــتعمله بهـ ــذا الشـ ــكل هـ ــو‪ :‬د‪ .‬سـ ــامي حمـ ــود في رسـ ــالته الـ ــدكتوراه‬
‫الموسـوم بـ ـ (تطـوير األعمـال المصـرفية بمـا يتفـق مـع الشـريعة اإلسـالمية)‬
‫‪.‬‬

‫‪ -‬وفــق اهلل إليــه البــاحث أثنــاء إعــداده لرســالته الــدكتوراه في الفــترة الواقعــة‬
‫بين ‪ ،1976-1973‬حيث تم التوص ـ ـ ــل إلى ه ـ ـ ــذا العن ـ ـ ــوان االص ـ ـ ــطالحي‬
‫بتوجيـه من اسـتاذه العالمـة‪ :‬محمـد فـرج السـنهوري (رحمـه اهلل)‪ ،‬حيث كـان‬
‫اسـ ــتاذ مـ ــادة الفقـ ــه اإلسـ ــالمي المقـ ــارن للدراسـ ــات العليـ ــا بكليـ ــة الحقـ ــوق‬
‫بجامعة القاهرة‪. .‬‬
‫‪ -‬ظهـرت فكـرة بيـع المرابحـة لآلمـر بالشـراء لتحقيـق غرضـين وهمـا‪:‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -1‬قلـة خـبرة المشـتري‪ ،‬وعـدم معرفتـه بقيمـة السـلعة المـراد االنتفـاع بهـا‪ ،‬معتمـدًا‬
‫‪.‬‬ ‫في ذل ـ ـ ــك على خ ـ ـ ــبرة المطل ـ ـ ــوب من ـ ـ ــه شـ ـ ـ ـراء الس ـ ـ ــلعة‬
‫‪ -2‬طلب التموي ــل‪ :‬حيث يع ــد الش ـراء بثمن مؤج ــل ه ــو ال ــدافع ال ــذي يح ــرك‬
‫طـالبي التعامـل مـع المصـارف عن طريـق بيـع المرابحـة لآلمـر بالشـراء‪ ،‬ويعـد ازديـاد‬
‫التعامـل بالشـراء المؤجـل بأسـبابه الكثـيرة في عـالم اليـوم‪ ،‬أدى بـدوره إلى زيـادة‬
‫‪.‬‬ ‫الطلب على ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع من ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيوع‪.‬‬
‫‪ -‬واألجـل ليس شـرطًا في بيـع المرابحـة والمرابحـة لآلمـر بالشـراء‪ ،‬ولكنـة الغـالب‬
‫في التعامـ ــل نظ ـ ـرًا الحتيـ ــاج البشـ ــر لـ ــه‪ ،‬وعليـ ــه يمكن أن يكـ ــون بيـ ــع المرابحـ ــة‬
‫‪.‬‬ ‫والمرابحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة لآلمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر بالش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراء نقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدًا‪.‬‬
‫ولكن في الواقـع العملي أصـبح األجـل من السـمات الممـيزة للمرابحـة والمرابحـة‬
‫‪ -‬وقـد شـاع اسـتعمال هـذا المصـطلح لـدى البنـوك اإلسـالمية‪ ،‬والشـركات‬
‫الـتي تتعامـل وفـق أحكـام الشـريعة اإلسـالمية‪ ،‬وطورتـه المصـارف اإلسـالمية‬
‫ليكـون بـديًال شـرعيًا للقـرض الربـوي في كثـير من الحـاالت‪ ،‬وصـارت هـذه‬
‫‪.‬‬ ‫المعامل ــة من أك ــثر م ــا تتعام ــل ب ــه البن ــوك اإلس ــالمية‪.‬‬
‫‪ -‬والحقيقـة أن هـذا االصـطالح (بيـع المرابحـة لآلمـر بالشـراء)‪ .‬اصـطالح‬
‫حـديث وجديـد‪ ،‬ولكن حقيقتـه كـانت معروفـة عنـد الفقهـاء المتقـدمين‪ ،‬وإن‬
‫‪.‬‬ ‫اختلفت التس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمية‪.‬‬
‫‪ -‬فقـد ذكـره األئمـة مثـل‪ :‬اإلمـام مالـك في الموطـأ‪ ،‬واإلمـام محمـد حسـن‬
‫الش ـ ــيباني ص ـ ــاحب أبي حنيف ـ ــة‪ ،‬واإلم ـ ــام الش ـ ــافعي في األم (رحمهم اهلل‬
‫تعالى)‪.‬‬
‫الخطوات التي يتم بها بيع المرابحة لآلمر بالشراء‬
‫‪ ‬إن بيع المرابحة لآلمر بالشراء يمر عبر الخطوات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1 ‬طلب من العميل يقدمه للمصرف اإلسالمي لشراء سلعة موصوفة‪.‬‬
‫‪ -2 ‬قبول من المصرف لشراء السلعة الموصوفة‪.‬‬
‫‪ -3 ‬وعـد من العميـل لشـراء السـلعة الموصـوفة من المصـرف بعـد تملـك المصـرف‬
‫لها‪.‬‬
‫‪ -4 ‬وعـد من المصـرف بـبيع السـلعة الموصـوفة للعميـل‪ ،‬وقـد يكـون الوعـد الزمـًا‪،‬‬
‫أو غير الزم‪.‬‬
‫‪ -5 ‬شراء المصرف للسلعة الموصوفة نقداً‪.‬‬
‫‪ -6 ‬بيــع المصــرف للســلعة الموصــوفة للعميــل بأجــل‪ ،‬مــع زيــادة ربح متفــق عليهــا‬
‫بين المصرف والعميل‪ ،‬وبعقد جديد‪.‬‬
‫العناصر األسياسة التي تقوم عليها عقد المرابحة لآلمر بالشراء‬
‫“‬ ‫أ‪ -‬ثالثة أطراف‪:‬‬
‫‪ -1‬الآمر بالشراء وهو يطلب من المصرف بشراء السلعة التي يريدها‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -2.‬بائع السلعة للمصرف‪.‬‬
‫‪ -3‬المصرف وهو‪ :‬يشتري السلعة من البائع‪ ،‬ثم يبيعها لآلمر بالشراء‬
‫“‬ ‫‪ -2‬عقدان‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -1‬عقد بين البائع والمصرف‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -2‬عقد بين المصرف واآلمر بالشراء‬
‫‪:‬‬ ‫‪ -3‬ثالثة وعود‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -1‬وعد من المصرف بشراء السلعة‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -2‬وعد من المصرف ببيعها لآلمر بالشراء‪.‬‬
‫‪ -3‬وعد من اآلمر بشراء السلعة من المصرف‪.‬‬
‫الضــوابط الشــرعية الــتي يجب أن قــوم بهــا المصــرف في عمليــة المرابحــة لآلمــر بالش ـراء‬
‫يجب ـأن يل ـتزم المصــارف اإلســالمية في تطــبيق بيــع المرابحــة لآلمــر بالش ـراء بالضــوابط‬
‫الـتـي تظهـ ـر دو ـر المـصـرف في اـلعمليـ ـة‪ ،‬وتسـتبعـد إـلقـاـء جميـع أـعبائـهـا عل ـى اآلمـ ـر بالشـراء‪،‬‬
‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـوهي ـك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاآلتي ـ‪ :‬ـ‬
‫‪.‬‬ ‫شراء‪.‬‬ ‫‪ -1‬تـول ـى المصـرـف ـشراء السـلعة بنفسـه أو وكي ـله‪ ،‬غـير العميـل اآلمـر بال ـ‬
‫‪ -3‬ـدفـ ـ ــع ثمن اـلش ـ ـ ـراـء مباش ـ ـ ـرـة منـ ـ ــه إلـى البـ ـ ــائع ـدون ـتوسـ ـ ــط اآلمـ ـ ــر بالـش ـ ـ ـراء‪ .‬ـ ‪.‬‬
‫ث ت ــدخل في ض ــمانه‪ ،‬وال ـيج ــوز دـخوله ــا ـفي ض ــمان‬ ‫‪ -4‬تـس ــلم المصـ ـرـف الس ــلع ـة بحي ـ‬
‫العميـ ـلـ ـ‪ ،‬ويقـبضـ ـ ـهاـ قبضـ ـًا ش ــرعًياـ‪ ،‬ـح ــتى ال ـيـــدخل البن ــك ـف ـي َبْي ع م ــا ـال يـملك‪. .‬‬
‫‪ -5‬وأـال يــدفع ـاـلعمي ـ ـل ـمــاًال قبــل ـتـمُّل ك اـلبنــك للِّس لعـة‪ ،‬ثـم ي ـبـيع المصــرف للعميــل بعقــد‬
‫ـج ـديـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ـتـملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلـعة ـ‪ .‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪ 6‬ـ‪ -‬إـرف ـ ــاق ـالمسـ ـ ـتـندات المثبت ـ ــة لعملي ـ ــة شـ ـ ـراء المص ـ ــرف الس ـ ــلعة‪ ،‬وتس ـ ــلمه إياه ـ ــا‪.‬‬
‫‪ -7‬أن يثـبت للعمـيـ ـل الـخيــار بعــد دخـوـل ـالســلع ـة في ـملــك البــائع‪ ،‬ـوال ُيجَب ر ـعلى أخــذها‬
‫ـ ـ‬ ‫إن َأَبى‪ .‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪ -8‬أال يكـون بيـع الُم َراَبَح ة ذريعـًة إلى الِّربـا‪ ،‬بـأن يقصـد المشـتري الحصـول على المـال‪،‬‬
‫ويَّتخـذـ الســلعـة وسـيـلًة ـلـذـلك‪ ،‬ـكمــا ف ـي " ـبيــع اـلِعيـَن ة"ـ بــأنـ يبيـ ـعهــا اـلمشـتـري ـبعـ ـد ذلــك عـلى‬
‫‪.‬‬ ‫ا ـلبـاـئع بسـ ـعٍر ـأقـل ـحـاًال‪،‬ـ فهـذا ـمن ا ـلمـحـَّرم؛ لنـه ـي النـبي ‪‬عـن ـ"بْيَعَتْين في َبْيعـة"‪.‬‬
‫‪ -9‬ـأال يتَّم بين البنـك والعميـل وعـٌد ملـزٌم بالِّش راء قبـل تمُّلك البنـك للِّس لعة من صـاحبها‬
‫‪ -10‬وأال يشـترط البنـك ـعلى العمـيـل ـأنـه ف ـي حالـة ُنُك وِله فـي صـفقـة الـبيع‪،‬ـ وعـدمـ االلـتزام‬
‫بـالِّش راء من البنـك‪ ،‬فـإن العميـل يلـتزم بـدفع مبلـغ مقابـل تضـُّرر البنـك من آثـار الُّنكـول عن‬
‫ـ ـ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫ـ ـ‬ ‫د‪ .‬ـ‬ ‫الوف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء بالَو ْع‬
‫فـكـ ـُّل مـ ـ ـا س ــبقـ داخـ ـٌل في بي ــع م ــا ــال يمـل ــك؛ـ ألَّن الـوع ــد اـلمـلـ ـِزم ـه ــو بحـ ـِّد ذـات ــه ـَعْق ٌدـ‬
‫ومـعاـه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدٌة‪ .‬ـ ‪.‬ـ‬
‫‪ -‬وـيجب اـلت ـأُّك د أـال يكـ ــون ـالبـنـ ــك متحـ ــا ـيًال في هـ ــذه الـمعامل ـ ـ ـة‪ ،‬بحيـث يعـطي العمـيـ ــل‬
‫(شـيـكًا) ـأو ـ(كمبي ـالــة) للجهــة المالكــة للســلعة‪ ،‬فيشــتريها منهــا‪ ،‬ثم تتـوَّج ب األقســاُط في‬
‫ذَّمة العميلـ؛ فهذا من ـالِّرب ـا المحـَّرم‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫ص ـ ـ ـ ــور بي ـ ـ ـ ــع المرابح ـ ـ ـ ــة لآلم ـ ـ ـ ــر بالشـ ـ ـ ـ ـراء‪.‬‬
‫الص ـ ـ ــورة األولى‪ :‬وهي األك ـ ـ ــثر ت ـ ـ ــداوًال واألش ـ ـ ــهر اس ـ ـ ــتعماال بين المص ـ ـ ــارف‬
‫اإلس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالمية‪.‬‬
‫وهي أن تقـ ـ ــوم على أسـ ـ ــاس أن الوعـ ـ ــد ملـ ـ ــزم للطـ ـ ــرفين المتعاقـ ـ ــدين العميـ ـ ــل‬
‫والمص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف‪.‬‬
‫الصــورة الثانيــة‪ :‬وهي شــبيهة بالصــورة األولى‪ :‬إال أنهــا تقــوم على أســاس عــدم‬
‫االلـزام بالوعـد ألي من المتعاقـدين العميـل‪ ،‬أو المصـرف‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫أنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواع المرابحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة المنتهيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة بالتمليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫وهنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاك نوعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان من المرابحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة هم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫المرابح ــة العادي ــة‪ :‬وهى ال ــتي وقعت من دون وع ــد ســابق بالش ـراء‬
‫والمرابح ـ ــة المص ـ ــرفية‪ :‬هي ال ـ ــتي وقعت بن ـ ــاء على وع ـ ــد بالشـ ـ ـراء من‬
‫الـ ـراغب (المش ــتري‪ ،‬أو العمي ــل) في الحص ــول على الس ــلعة عن طري ــق‬
‫المؤسسة‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫حكم بي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع المرابح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة لآلم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر بالشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراء‬
‫الفـرع األول‪ :‬حكم بيـع المرابحـة لآلمـر بالشـراء إذا كـان الوعـد فيهـا غـير ملـزم‪،‬‬
‫‪:‬‬ ‫اختل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف في ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه الفقهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء على قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــولين‬
‫القـول األول‪ :‬أنـه بيـع صـحيح‪ .‬وهـو مـذهب الحنفيـة‪ ،‬والشـافعية‪ ،‬وظـاهر اختيـار‬
‫‪.‬‬ ‫ابن تيمي ـ ـ ــة‪ ،‬واخت ـ ـ ــاره ابن القيم‪ ،‬وجمه ـ ـ ــور المعاصـ ـ ـ ـرين‬
‫دليــل القــول األول ‪:‬أن األصــل في المعــامالت الحــل‪ ،‬إال مــا دل الــدليل على‬
‫منعـه‪ ،‬وال دليـل يـدل على منـع بيـع المرابحـة لآلمـر بالشـراء إذا كـان الوعـد غـير‬
‫‪.‬‬ ‫مل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزم‪.‬‬
‫القـول الثـاني‪ :‬أنـه بيـع محـرم‪ .‬وهـو مـذهب المالكيـة‪ ،‬واختـاره من المعاصـرين ابن‬
‫ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــثيمين‪. .‬‬
‫دليــل القــول الثــاني‪ :‬أن هــذه المعاملــة حيلــة ألكــل الربــا‪ ،‬فحقيقتهــا عبــارة عن‬
‫قرض بزيادة‪ ،‬والبيع حيلة للتوصل لها‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫الفـرع الثـاني‪ :‬حكم بيـع المرابحـة لآلمـر بالشـراء إذا كـان الوعـد ملزًم ا‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫اختلـف الفقهـاء المعاصـرون في حكم بيـع المرابحـة لآلمـر بالشـراء إذا كـان‬
‫‪:‬‬ ‫الوع ـ ـ ـ ــد ملزًم ا‪ ،‬على ثالث ـ ـ ـ ــة أق ـ ـ ـ ــوال‪.‬‬
‫الق ــول األول ‪:‬أن ــه بي ــع مح ــرم‪ .‬وه ــو ق ــول جم ــع من المعاص ــرين‪.‬‬

‫القــول الثــاني ‪:‬أنــه بيــع صــحيح‪ .‬وهــو قــول جمــع آخــر من المعاص ـرين‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫القـول الثـالث ‪:‬أنـه بيـع صـحيح إذا كـان اإللـزام ألحـدهما‪ .‬وهـو قـول جمـع‬
‫من المعاصرين‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫أدل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول األول‬
‫الـدليل األول ‪:‬عن عبـد اهلل بن عمـرو بن العـاص ‪‬قـال " ‪َ :‬ه ى وُل الَّلِه ‪َ‬ع َلٍف‬
‫ْن َس‬ ‫َن َرُس‬
‫َو َبْيٍع ‪ ...‬وَعْن َبْيِع َم ا َلْيَس ِع ْنَد َك ‪َ ،‬و َعْن ِرْبِح َم ا َلْم ُيْض َم ْن "‪ .‬رواه أبـو داود وغـيره‪.‬‬

‫وجـه الداللـة من الحـديث ‪:‬أن النـبي ‪‬نهى عن بيـع مـا ليس عنـد البـائع‪ ،‬وعن ربح مـالم‬
‫يضــمن؛ واإلل ـزام بالوعــد على ش ـراء الســلعة يــدخل في النهي؛ ألن اإلل ـزام بالوعــد في‬
‫حقيقتـه بيـع‪ ،‬وإن سـمي وعـًد ا‪ ،‬والعـبرة بالحقـائق‪ ،‬فالبنـك على ذلـك يعـد بائًع ا لمـا ليس‬
‫عنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــده‪ ،‬وداخاًل في ربح مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالم يضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمن‪.‬‬

‫ال ـ ـ ـ ــدليل الث ـ ـ ـ ــاني ‪:‬عن أبي هري ـ ـ ـ ــرة ‪ ،‬ق ـ ـ ـ ــال" ‪َ:‬نَه ى َرُس وُل الَّل ِه ‪َ‬عْن َبْيَعَتْيِن ِفي‬
‫‪.‬‬ ‫ٍة ‪".‬رواه الترم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي وغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيره‬ ‫َبْيَع‬
‫وجـه الداللـة من الحـديث ‪:‬أن النـبي ‪‬نهى عن بيعـتين في بيعـة‪ ،‬واإللـزام بالوعـد صـيره‬
‫بيًعا‪ ،‬فجمعت المعاملة بين بيعتين في بيعة‪.‬‬
‫الـدليل الثـالث ‪:‬أن حقيقـة بيـع المرابحـة لآلمـر بالشـراء مـع اإللـزام بالوعـد حيلـة لـبيع‬
‫نقـد بنقـد أكـثر منـه إلى أجـل بينهمـا سـلعة محللـة‪ ،‬فغايتـه قـرض بفائـدة‪.‬‬

‫الـدليل الرابـع ‪:‬أن العلمـاء أجمعـوا على النهي عن بيـع الـدين بالـدين‪ ،‬وبيـع المرابحـة‬
‫مـع اإللـزام بالوعـد مؤجـل البـدلين‪ ،‬فال البنـك يسـلم السـلعة في الحـال‪ ،‬وال العميـل‬
‫يس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلم الثمن‪. .‬‬
‫الــدليل الخــامس ‪:‬أن الشــارع فــرض لكــل من المتبــايعين حًق ا في خيــار المجلس‪،‬‬
‫وفي بيـع المرابحـة مـع اإللـزام بالوعـد إسـقاط لهـذا الحـق الـذي فرضـه الشـارع لهمـا‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫الــدليل الســادس ‪:‬أن الرضــا التــام حين التعاقــد شــرط من شــروط العقــود‪ ،‬واإلل ـزام‬
‫بالوع ــد في عق ــد المرابح ــة يتن ــافى م ــع الرض ــا المطل ــوب ش ــرًعا؛ ألن المتعاق ــدين‬
‫مجـبران على العقـد الثـاني‪ ،‬فيكـون العقـد بـاطاًل ؛ لعـدم تـوافر شـرط الرضـا‪.‬‬
‫القـ ــول الثـ ــاني ‪:‬أنـ ــه بيـ ــع صـ ــحيح‪ .‬وهـ ــو قـ ــول جمـ ــع من المعاص ـ ـرين‪. :‬‬
‫‪:‬‬ ‫أدل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول الث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاني‬
‫ال ـ ــدليل األول ‪:‬أن األص ـ ــل في المع ـ ــامالت الح ـ ــل إال م ـ ــا دل ال ـ ــدليل على‬
‫تحريمـه‪ ،‬وال دليـل يـدل على تحـريم بيـع المرابحـة مـع الوعـد الملـزم‪ ،‬فتكـون‬
‫‪.‬‬ ‫مباحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة بنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاًء على األصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬
‫الــدليل الثــاني ‪:‬أن بيــع المرابحــة يتفــق مــع قــول العلمــاء الــذين يــرون اإلل ـزام‬
‫ا‪. .‬‬ ‫بالوع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد مطل ًق‬
‫‪ -‬أو على رأي المالكيـة الـذين يـرون اإللـزام بالوعـد إذا دخـل الموعـود بسـببه‬
‫في شـيء‪ ،‬فالمـأمور اشـترى السـلعة ودخـل في هـذه المخـاطرة ألجـل الواعـد‪.‬‬
‫‪ -‬وحـتى على رأي من يـرى اإللـزام بالوعـد ديانـة من العلمـاء‪ ،‬فإنـا يمكننـا أن‬
‫نلـزم بـه قضـاًء إذا اقتضـت المصـلحة ذلـك‪ ،‬وقـد اقتضـت المصـلحة في بيـع‬
‫المرابحة اإللزام بالوعد‪.‬‬
‫الـدليل الثـالث ‪:‬أن في تـرك اإللـزام بالوعـد في بيـع المرابحـة لآلمـر بالشـراء ضـرًرا‬
‫‪.‬‬ ‫بـ ـ ـ ــالطرفين‪ ،‬أو بأحـ ـ ـ ــدهما‪ ،‬والش ـ ـ ـ ـريعة جـ ـ ـ ــاءت لرفـ ـ ـ ــع الضـ ـ ـ ــرر‪.‬‬
‫‪ -‬فقـد يطلب شـخص من المصـرف شـراء آلـة نـادرة هي عبـارة عن جـزء متمم في‬
‫مجمـ ــوع اآلالت المتـ ــوفرة في المصـــنع الخـ ــاص بـ ــه‪ ،‬ثم لـ ــو عـ ــدل عن الش ـ ـراء‪،‬‬
‫لـترتب على المصـرف خسـارة وضـرر‪ ،‬وقـد يسـتغل المصـرف حاجـة الطـالب لآللـة‬
‫فيمتنـع عن الوفـاء بمـا وعـد‪ ،‬فيتسـبب في إيقـاع الضـرر بصـاحب الحاجـة‬
‫‪.‬‬
‫ال ــدليل الراب ــع ‪:‬أن في مس ــألة بي ــع المرابح ــة لآلم ــر بالشـ ـراء ق ــولين متك ــافئين‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا وجـ ــد في مسـ ــألة قـ ــوالن‪ ،‬أحـ ــدهما باإلباحـ ــة‪ ،‬واآلخـ ــر بـ ــالحظر‪ ،‬وهمـ ــا‬
‫متكافئـان من حيث قـوة الـدليل‪ ،‬فاألخـذ حينئـذ بمـا فيـه التيسـير أفضـل‪ ،‬خصوًص ا‬
‫أن جمهـ ــور النـ ــاس في عص ـ ـرنا أحـ ــوج مـ ــا يكونـ ــون إلى التيسـ ــير والرفـ ــق‪ ،‬رعايـ ــة‬
‫لظــروفهم‪ ،‬ومــا غلب على أكــثرهم من رقــة الــدين‪ ،‬وضــعف اليقين‪ ،‬ومــا ابتلــوا بــه‬
‫الق ــول الث ــالث ‪:‬أن ــه بي ــع ص ــحيح إذا ك ــان اإلل ـزام ألحــدهما‪ .‬وه ــو قــول‬
‫جمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع من المعاص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرين‪.‬‬
‫دلي ــل الق ــول الث ــالث ‪:‬أن اإللـ ـزام بالوع ــد لكال الط ــرفين يص ــيره عقـ ـًد ا‪،‬‬
‫في ــدخل في بي ــع اإلنس ــان م ــا ليس عن ــده‪ ،‬أم ــا إن ك ــان الوع ــد من أح ــد‬
‫‪.‬‬ ‫الط ـ ــرفين‪ ،‬ف ـ ــإن المح ـ ــاذير الش ـ ــرعية تنتفي‬

‫نـوقش ‪:‬بـأن هـذه التفرقـة تفتقـر إلى الـدليل‪ ،‬والمحـاذير الشـرعية في إلـزام‬
‫الطـرفين‪ ،‬موجـودة في إلـزام أحـدهما‪ ،‬سـواء كـان اآلمـر أو المـأمور‪ ،‬ومنهـا‬
‫أن الط ــرف المل ــزم لم يتحق ــق في ــه ش ــرط الرض ــا عن ــد إج ـراء العق ـد‪.‬‬
‫الـترجيح ‪:‬بعـد عـرض األقـوال وأدلتهـا ومناقشـة مـا يحتـاج منهـا إلى مناقشـة‪ ،‬يتـبين أن‬
‫اإللـزام بالوعـد يصـيره عقـًد ا‪ ،‬وأقـوى دليـل للمـانعين على ذلـك هـو أن البـائع يـبيع مـا‬
‫‪.‬‬ ‫ليس عن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــده‪.‬‬
‫‪ -‬أمـا األدلـة األخـرى فال تسـلم من المناقشـة‪ ،‬والمختـار في تفسـير "ال تبـع مـا ليس‬
‫عنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدك" هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو‪.:‬‬
‫‪ -1‬أن يكــون الــبيع لعين يبيعهــا‪ ،‬وهي ليســت ملكــه‪ ،‬بــل ملــك غــيره ثم يســعى في‬
‫تحصـيلها‪ -2 .‬أو بيـع مـا ال يقـدر على تسـليمه‪ ،‬فيكـون قـد ضـمن لـه شـيئا ال يـدري‬
‫‪.‬‬ ‫ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل يحص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل أو ال يحص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل؟‬
‫‪ -‬أمــا إذا بــاع موص ـوًفا بالذمــة ممــا يقــدر على تســليمه فال يــدخل في النهي‪. .‬‬
‫‪ -‬وعلى هـذا التفسـير فال يجـوز بيـع المرابحـة لآلمـر بالشـراء بالوعـد الملـزم إن كـانت‬
‫العين ليسـت مملوكـة ثم يسـعى في تحصـيلها‪ ،‬أو بيـع مـا ال يقـدر على تسـليمه‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬ويجـوز بيـع المرابحـة لآلمـر بالشـراء بالوعـد الملـزم إذا كـان الـبيع لموصـوف بالذمـة‬
‫في النتيجــة إن الوعــد في عقــد المرابحــة لآلمــر بالشـراء صــورتان‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫أ‪ -‬المواعـ ـ ــدة غـ ـ ــير الملزمـ ـ ــة للطـ ـ ــرفين‪ ،‬ويمكن تقسـ ـ ــيمها إلى حـ ـ ــالتين‪:‬‬
‫‪ -1‬مواعـدة غـيرـ ملزمـة مـع عـدم ـذكـر مقـدار الـربحـ‪ ،‬فالظـاهر ـجوازهـا عنـد الحنفيـة‪ ،‬والمالكيـة‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫والش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــافعية‪ ،‬والحنابل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫‪ -2‬مواعــدة غــير ملزمـة مـع ـذكـر مقـدار ـالـربح‪.‬ـ فجـائزة عـنـد الحنفيـة‪ ،‬وـالشـافعية‪ ،‬والحنابلـة‪،‬‬
‫ـ ‪.‬‬ ‫ومـحرم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة عن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ـالمالكـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ .‬ـ‬
‫‪ -‬وهاتـاـن الـحالتــان ـيكـاـد يكــون جـوازهمـاـ محــل إجـمــاع بينـ المعاصـرـين‪.‬‬
‫ب‪ -‬ـالمواعــدة الملزمــة للطــرفيـن أ ـو ألحــدهما‪،‬ـ اختالف فيهــا بين المعاصــرين على قــولين‪. :‬‬
‫‪ -1‬اإلباحــة والصــحة‪ :‬وـذهب إـليــه جماعـةـ من ـالعلمــاء‪ ،‬وبــه جــاءت ـتوصــية مــؤتمر المصــرف‬
‫اإلس ــالمي بمدين ــة دبي‪ ،‬وفت ــوى ن ــدوة البرك ــة لالقتص ــاد اإلس ــالمي‪.‬‬
‫‪ -2‬التحـريمـ والبطالنـ‪ :‬وهـ ـو قـول جماعـة ـمن العلمـاء‪ ،‬وبـه ـصـدر قـرار مجمـع الفقـه اإلسـالمي‬
‫بج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدة ـفيـ دورت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه اـلخامس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ‬ ‫والق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ا ـلث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاني ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــراجح‪ .‬واـهلل أعـلم‪.‬‬
‫وضــابط المواعــدة هــو مــا جــاء في ق ـرار المجمــع الفقهي وفيــه‪:‬‬
‫المواعــدة هي‪ :‬تصــدر من الطــرفين‪ ،‬فتجــوز في بيــع المرابحــة بشــرط‬
‫الخيـار للمتواعـدين‪ ،‬كليهمـا أو أحـدهما‪ ،‬فـإذا لم يكن هنـاك خيـار فإنهـا‬
‫ال تجــوز‪ .‬ألن المواعــدة الملزمــة في بيــع المرابحــة تشــبه الــبيع نفســه‪،‬‬
‫حيث يشـترط عندئـذ أن يكـون البـائع مالكـًا للمـبيع حـتى ال تكـون هنـاك‬
‫مخالفـة لنهي النـبي ‪ ‬عن بيـع اإلنسـان مـا ليس عنـده‪.‬‬

‫‪ -‬كمــا ومنــع قـرار مجمــع الفقــه اإلســالمي الــدولّي رقم ‪ 40‬المواعــدَة‬


‫الملزمــة من الطــرفيِن ‪ ،‬وجعلهــا في قــوة العقـِد المـؤِّدي إلى بيــع الســلعة‬
‫قبــل تملِكهــا الــوارد فيــه النهي‪ ،‬وجع ـ الوعــد الملــزم من طــرٍف واح ـٍد‬
‫َل‬
‫جــائًزا‪ ،‬رفًع ا للضــرر المــترتِب على الــترك‪ ،‬ولم يجعلــه في قــوِة العقــد؛‬
‫‪ -‬وال يج ــوز للبن ــك اإلس ــالمي إل ـزاُم العمي ــل ب ــأِّي زي ــادة على ال ـَّد ْين‬
‫بشــرٍط ســابٍق ‪ ،‬أو بــدون شــرط‪ ،‬إذا تــأَّخ ر المشــتري الَم ِد ين في دفــع‬
‫األقساط عن الموعد المحَّد د‪ ،‬وهي ما يسمى بغرامة التأخير‪.‬‬

‫‪ ‬وكـذلك ال يجـوز شـرعًا اشـتراُط الَّتعـويض في حالـة التـأُّخ ر عن األداء؛‬


‫ألن ذلــك ربــا محـَّرم؛ كمــا نَّص عليــه مجمــع الفقهي اإلســالمي بجــدة‬
‫بإجمـ ــاع األعضـ ــاء‪ ،‬في دورتـ ــه السادسـ ــة‪ ،‬عـ ــام ‪1410‬هـ‪ ،‬الموافـ ــق‪:‬‬
‫‪1990‬م‪ ،‬قرار رقم‪.)53/2/6( :‬‬
‫‪ -‬وبعض المصــارف جعلِت الواع ـَد بالش ـراِء ُملَزمــا بالش ـراِء بنــاًء على وع ـِد ه‪،‬‬
‫وال خيـاَر لـه‪ ،‬وإذا تـأخَر فـإّن ِم ن حـق المصـرِف أن ُيلزمـه بتعـويِض مـا يقـُع عليـه‬
‫ِم ن الضــرر‪ ،‬حــتى إّن ِم ن المصــارِف من يأخـُذ من الواعـِد بالشـراء مـااًل ُمَق َّد ًم ا‬
‫عنــد الوعـِد ‪ُ ،‬يســموَنه (هــامش ِج ِّد يــة)‪ُ ،‬يخصــم منــه الضــرُر عنـَد الــترك‪. .‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬وأكـ ــثر المصـ ــارف اإلسـ ــالمية تأخ ـ ـُذ بهـ ــذا االتجـ ــاِه في اإلل ـ ـزاِم بالوعـ ــد‪.‬‬
‫‪ -‬وبعُض ها اآلخـر مثـل‪ :‬بيت التمويـل الكويـتي‪ ،‬ومصـرف الـراجحي‪ ،‬ومصـارف‬
‫السـودان ال تأخـُذ بـاإللزام بالوعـد‪ ،‬وتعِط ي للواعـِد الخيـاَر بعـد تملـِك المصـرف‬
‫‪.‬‬ ‫للسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلعة إن رغَب اشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــترى أو َتَرَك ‪.‬‬
‫‪ -‬ويـ ــرى بعض العلمـ ــاء أن االتفـ ــاق قبـ ــل الـ ــبيع بين اآلمـ ــر بالش ـ ـراء والبنـ ــك‬
‫أوغيره إنما هو مواعدة ال بيع‪ ،‬ويصح جعلها مواعدة ملزمة ال بيعا ملزمًا‪.‬‬
‫أهميـ ــة صـ ــيغة المرابحـ ــات بالنسـ ــبة لكـ ــل من طـ ــالب التمويـ ــل وصـ ــاحب رأس المـ ــال‬
‫‪:‬‬ ‫(أ)ـ بالنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبة لطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالب التمويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬
‫ب التموي ــل العدي ــد من المزاي ــا‪ ،‬أهمه ــا م ــا يلى‪:‬‬ ‫ت ــوفر ص ــيغةـ المرـابح ــة لط ــال ـ‬
‫(ـ‪ )1‬ت ـوفـ ــير السـ ــلعة ـواالسـ ــتفادة منهـ ــا على ـالـ ــرغم من عـ ــدمـ قدرتـ ــه ـعلىـ سـ ــداد كامـ ــل‬
‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫قيمته ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاـ‪ .‬ـ‬
‫(‪ )2‬ـت ـيســير عمـليــة الســداـد على طــالـب التمويــل‪ ،‬نظ ـرًا لمــا ي ـرتبــط بالمرابحــة غالب ـًا من‬
‫ـ‬ ‫ـ ـ ـ ـ‬ ‫تأـجي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ـلس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداـد الـثمن أـو تقس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيط لـه‪.‬‬
‫(‪ )3‬ـعـدمـ ـاطالع ـصـاحب ـرأس اـلمالـ على حسـاباـت طـالـب التمـويـل باـلمرابحة‪ ،‬ـوعـدم‬
‫ك بعكس الح ـاـل في بعض‬ ‫تدخل ـهـ ـفي ـنشــاطه‪ ،‬ـأو مشــاركتـه ـفيــه‪ ،‬أو ـإش ـرافه ـعليــه‪ ،‬وذل ـ ـ‬
‫صـ ـ ـ ـ ــيغ ـاـإلسـ ـ ـ ـ ــتثمار اـألخـ ـ ـ ـ ــرى‪ ،‬ك ـا ـلمـضـ ـ ـ ـ ــاربات‪،‬ـ وـالمشـ ـ ـ ـ ــارـكات‪ .‬ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ـ‬ ‫(‪ )4‬ع ـدـم ـمشــاركة صــاحب رأس ا ـلمــال لطــالـب ـالتمويــل فى ال ـرـبحـ‪ .‬ـ‬
‫(‪ )5‬توف ـيرـ ما ـيحتاجهـ ـطالب ا ـلتـمويل بأسلـوب ـجائز ـشرعًا‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫(ب) بالنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبة لمق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدم التم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــويل‪.‬‬
‫فيمـا يتعلـق بصـاحب رأس المـال (مقـدم التمويـل ) فـإن هـذه الصـيغة تـوفر لـه‬
‫العدي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد من المزاي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‪ ،‬أهمه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا يلي‪:‬‬
‫(‪ )1‬إمكانيـة الحصـول على الضـمانات المناسـبة‪.‬‬
‫(‪ )2‬إنخف ـ ـ ـ ــاض درج ـ ـ ـ ــة المخ ـ ـ ـ ــاطر نس ـ ـ ـ ــبيًا‪.‬‬
‫(‪ )3‬تحقي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ربح مناس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب‪.‬‬
‫(‪ )4‬سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرعة دوران رأس المـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‪.‬‬
‫(‪ )5‬إمكاني ـ ــة اس ـ ــتثمار األم ـ ــوال بأس ـ ــلوب ج ـ ــائز ش ـ ــرعًا‪.‬‬
‫‪ -‬لـــذا‪ ،‬فـــإن نســـبة اإلســـتثمار في المرابحـــات في الكثـــير من المص ــارف‬
‫اإلسـالمية تـراوحت بين ‪ %90 - %80‬من األمـوال المسـتثمرة لـديها‪ ،‬بـل‬
‫إن المرابحات تعدت ذلك في بعض المصارف اإلسالمية األخرى‪.‬‬
‫مثال على الخلل في تطبيق بيع المرابحة لآلمر بالشراء‪:‬‬
‫ذكرنا بأن البيع في حد ذاته وبالشروط المذكورة صحيح ال غبار عليه‪ ،‬ولكن المشكلة تكمن في سوء تطبيق هذا‬
‫النوع من البيوع‪ .‬ومن أمثلة المخالفات في تطبيقه‪ :‬ما يحدث في بعض البالد إذا أراد أحٌد شراء سيارة مستعملة من‬
‫"الحراج"‪.‬‬
‫فإن إجراءات الشراء تتم على الشكل التالي‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬يذهب الشخص لسوق الحراج‪ ،‬فإذا رأى سيارة وأعجب بها‪ :‬ماكس صاحبها حتى يحِّص ل أدنى سعر‪ .‬فإن فعل‪:‬‬
‫اشترى ودفع "عربونًا " وأخذ السمسار عمولته‪ ،‬ويفترقان على أن يكون التسجيل للسيارة في الغد أو بعده‪.‬‬
‫واآلن ‪ :‬من هو المالك الشرعي –ال القانوني – للسيارة ؟‬
‫إنه " المشتري "‬
‫ويذهب االثنان بعدها إلى " البنك اإلسالمي " لتتميم البيع هناك وقبض البائع ! الثمن‪.‬‬
‫فكيف يتم االتفاق في البنك ؟ ومن الذي يبيع البنك ؟ وممن يشتري البنك ؟ وممن يشتري المشتري مرة أخرى ؟؟‬
‫الذي يحصل‪:‬‬
‫أن البنك يشتري السيارة من «البائع» وهو ال يملك السيارة‪ ،‬وكيف يملكها وهو الذي باعني إياها باألمس ؟؟؟‬
‫ثم إذا اشترى البنك منه ! باعني إياها !!‬
‫وكيف يبيعني إياها وأنا مالكها الشرعي !؟‬
‫والنتيجة أن ) البنك اشترى ممن ال يملك ! والبائع باع ما ال يملك !! والمشتري اشترى ما يملك( !!!‬
‫هذا المثال صورة من صور تطبيق المرابحة لآلمر بالشراء في بعض البالد اإلسالمية‪ ،‬ويظهر فيها مجموعة من‬
‫المخالفات الشرعية التي تستلزم تصحيحها‪ ،‬واقتراح صيغة صحيحة للتطبيق وفق الشروط واآللية التي توافق‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫إن المسؤولية تقع على عاتق اللجان والهيئات الشرعية في البنوك والمصارف بحيث ال تكتفي بوضع الخطط‬
‫واآلليات الصحيحة لهذا النوع من بيوع المرابحة فحسب‪ ،‬وإنما التأكد من التطبيق لهذه اآلليات على الوجه الصحيح‪.‬‬
‫إذا كان اعتماد البنوك "اإلسالمية" على هذا البيع هو الشائع اآلن‪ ،‬وهو يشِّك ل المصدر األساسي ألرباحها‬
‫والذي يصل إلى نسبة ‪ %95‬من األرباح في بعض البنوك‪ ،‬ثم َوَج د مشايخ االقتصاد اإلسالمي أن إجازة هذا‬
‫البيع الملَّف ق من ثالثة عقود‪ :‬وعد ملزم وبيعتين في بيعة‪ ،‬قد أَّدى إلى انحسار‪ ،‬بل ربما تالشي‪ ،‬ما ظل ُمنِّظروا‬
‫االقتصاد اإلسالمي منذ بأت الكتابة فيه يفاخرون به من ابتناء هذا االقتصاد على المشاركة والمضاربة وتشجيع‬
‫االستثمار ال االستهالك خالفا لالقتصاد الرأسمالي الربوي ـ أقول‪ :‬إذا كان ذلك كذلك أفال يعد هذا مسوغا‬
‫كافيا للقول بحظر هذا النوع من البيع أو حتى كراهته على األقل‪ ،‬وإلزام البنوك "اإلسالمية" بنسبة محددة من‬
‫النشاط في هذا المجال مع إخضاعه لشروط إضافية في حال المقترض ونوعية السلعة المقترضة‪.‬‬
‫هذا النوع من البيع في رأيي هو أحد أكبر األسباب التي جلبت السمعة السيئة لما يسمى بالبنوك "اإلسالمية"‬
‫ألنه فطريا وموضوعيا يؤدي إلى معظم نتائج الربا من قبيل‪:‬‬
‫‪ .1‬تشجيع االستهالك الكمالي غالبا‬
‫‪ .2‬تقليل االستثمار عن طريق المشاركة باعتراف الجميع‬
‫‪ .3‬زج الناس في دوامة الديون واالقتراض ثم اإلفالس أخيرا‬
‫‪ .4‬تقليل مبدأ اإلقراض الحسن (ُس ئل جعفر بن محمد الباقر ‪ :‬لم حرم اهلل الربا؟ قال‪" :‬لئال يتمانع الناس‬
‫المعروف")‬
‫‪ . 5‬الربح السهل والمضمون لألغنياء (مودعي البنوك والمساهمين فيها) الداعي إلى الكسل وعدم التدبر في‬
‫أوجه اإلنفاق للمال الذي يقوم به المقترضون‪.‬‬
‫واألضرار السابقة بدورها تقود إلى نفس المشكالت االقتصادية واالجتماعية التي يسببها الربا من ضعف‬
‫االقتصاد وتدهوره وزيادة الفقر والبطالة والجريمة‪...‬الخ‪.‬‬
‫ولعل ما نراه من أزمة عالمية اقتصادية في هذه األيام هو نتيجة مباشرة لالقتراض المربح للمقرض الذي‬
‫يغري المستهلك لسهولة الحصول عليه ثم يصعب عليه السداد بعد ذلك‪ ،‬على الصعيد الفردي‬
‫والمجتمعي والدولي‪.‬‬
‫في رأيي المتواضع ال أرى في هذا البيع إال حيلة على المراباة وصوال إلى الربح الوافر والسهل دون‬
‫مخاطرة‪.‬‬
‫الذين أباحوا هذا العقد نظروا إليه من زاوية شكلية ضيقة وهي قضايا جزئية إجرائية في صورة المعاملة‬
‫ولم ينظروا إليه من زاوية التأثير على النشاط االقتصادي للفرد المسلم والدولة المسلمة بشكل عام‪،‬‬
‫لذلك بعد إباحته المطلقة في بداية األمر تراجعوا جزئيا وحُّثوا البنوك على اإلقالل من االعتماد عليه‪،‬‬
‫وهي دعوة قاصرة غير ناجعة ألن البنك يهدف إلى الربح فإذا توفرت له طريقان‪ :‬إحداهما تدر عليه‬
‫ربحا وفيرا من غير تعب ومخاطرة‪ ،‬كالتمويل عن طريق المرابحة وما شابهها من الصيغ المبتدعة‪،‬‬
‫وأخرى تدر عليه ربحا غير مضمون مع تعب وتحٍّر ودراسة جدوى كالمضاربة والمشاركة فسيفضل‬
‫الطريق األولى بال ريب‪ .‬ولذلك فإن دعوة المؤتمرين للبنوك اإلسالمية بالحد من االعتماد على‬
‫المرابحة لم تلق صدى لديها‪.‬‬
‫إن أخطر شيء جَّرته هذه المعاملة ومثيالتها‪ ،‬من وجهة نظري‪ ،‬هي استحالل كثير من المتدينين أكل‬
‫"الربا" بعد أن كانوا لقرون مضت ال يقربونه ويبحثون عن أوجه حالل ال شبهة فيها الستثمار أموالهم‪.‬‬
‫قرار المجـامع الفقهيـة‪ ،‬والهيئـات الشـرعية‪ ،‬والمـؤتمرات اإلسـالمية‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ـ‪.‬‬ ‫‪ -‬ـأص ــدر مجم ــع الفق ــه ـاإلس ــالمي ـقـ ـراره في مس ــألة بي ــع المرابحـ ـةـ‪:‬‬
‫ع على اـلبحــوث الـمقدمــة من األعـضــاء‬ ‫ق ـراـر رـقم (‪)3,2‬ـ‪ :‬الق ـرـار‪ :‬بعــد اـالطال ـ‬
‫واـلخـبراء فـي مـوضـوع ( ـبيـع المرـابحـة لآلمـر بالشـراءـ) واسـتماعه للمناقشـات الـتي‬
‫ـ ـ ـ ـ ــ ‪.‬‬ ‫دارت ـحولهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ـق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرـر‪:‬‬
‫أوـًال ـ‪" :‬أن ـبي ــع المرابح ــة ـلـآلم ـرـ بالش ـراـء إذـا وـق ــع على س ــلع ـة بع ــد دـخوله ــا في‬
‫مل ـكـ المــأموـر ـ‪ ،‬وـحصــول اـلقبـضـ اـلم ـطلــوب ش ـرـًعا ـ‪ ،‬هــو ـ ـبيــع ـجــائز ـطا ـلمــا ـكــانـتـ‬
‫تق ــع ـعـلى ـا ـلم ــأموـر مس ـئـوـلية ـالتـل ــف ـقب ـلـ ـالتـس ـلـيـم‪ ,‬ـوـتبع ـ ـة ال ــرد ب ـاـلعيـب الـخفي‪,‬‬
‫وـنحـوـه مـن ـموجبـاـت ـالـردـ بعـد الـتسـليم ـ‪ ,‬ـوتـوـافرـت شـروط الـبيع وانـتفت ـموانعـه"‪.‬‬
‫ثانيـًا‪ :‬الوعــد –وهـو الــذي يصـدر من اآلمـر أو المــأمور على وجـه االنفـراد‬
‫– يكـون ملزمـًا للواعـد ديانـة إال لعـذر‪ ،‬وهـو ملـزم قضـاء إذا كـان معلقـًا على‬
‫سـبب‪ ،‬ودخـل الموعـود في كلفـة نتيجـة الوعـد‪ .‬ويتحـدد أثـر اإللـزام في هـذه‬
‫الحالــة إمــا بتنفيــذ الوعــد‪ ،‬وإمــا بــالتعويض عن الضــرر الواقــع فعًال بســبب‬
‫‪.‬‬ ‫عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدم الوفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء بالوعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد بال عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذر‪.‬‬
‫ثالثـًا‪ :‬المواعــدة –وهي الــتي تصــدر من الطــرفين– تجــوز في بيــع المرابحــة‬
‫بشــرط الخيــار للمتواعــدين‪ ،‬كليهمــا أو أحــدهما‪ ،‬فــإذا لم يكن هنــاك خيــار‬
‫فإنهـا ال تجـوز‪ ،‬ألن المواعـدة الملزمـة في بيـع المرابحـة تشـبه الـبيع نفسـه‪،‬‬
‫حيث يشــترط عندئــذ أن يكــون البــائع مالك ـًا للمــبيع حــتى ال تكــون هنــاك‬
‫‪.‬‬ ‫مخالفـ ـ ــة لنهي النـ ـ ــبي ‪ ‬عن بيـ ـ ــع اإلنسـ ـ ــان مـ ـ ــا ليس عنـ ـ ــده‪.‬‬
‫‪ -‬كمــا وأص ــدر المــؤتمر الثــاني للمص ــرف اإلســالمي في الكــويت المنعقــد في عــام‬
‫‪1403‬هـ‪ ،‬الموافــق ‪1983‬م‪ .‬قـرارًا بعــد بحث بيــع المرابحــة لآلمــر بالش ـراء‪ ،‬وهــذا‬
‫نص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‪.. :‬‬
‫"أن المواع ــدة على بي ــع المرابح ــة لآلم ــر بالشـ ـراء‪ ،‬بع ــد تمل ــك الس ــلعة المش ــتراة‬
‫وحيازتهــا‪ ،‬ثم بيعهــا لمن أمــر بش ـرائها بــالربح المــذكور‪ ،‬في الوعــد الســابق‪ ،‬هــو أمــر‬
‫جــائز شــرعا‪ ،‬طالمــا أنــه كــانت تقــع على المصــرف اإلســالمي مســئولية الهالك قبــل‬
‫‪.‬‬ ‫التس ـ ـ ـ ــليم‪ ،‬وتبع ـ ـ ـ ــة ال ـ ـ ـ ــرد فيم ـ ـ ـ ــا يس ـ ـ ـ ــتوجب ال ـ ـ ـ ــرد بعيب خفي"‪.‬‬
‫‪ -‬وق ــد أجم ــع الم ــؤتمر على ه ــذا الج ــزء من القـ ـرار‪ ،‬ولكن ــه اختل ــف ح ــول اإللـ ـزام‬
‫بالوع ــد‪ ،‬وإن ك ــان ق ــد ذهب أك ــثر العلم ــاء المش ــاركين إلى ج ــواز اإللـ ـزام‪ ،‬غ ــير أن‬
‫المــؤتمر تــرك موضــوع اإلل ـزام بعــد ذلــك لهيئــة الرقابــة الشــرعية لكــل مصــرف‪ ،‬وظــل‬
‫الجـدل قائمـًا إلى صـدر قـرار مجمـع الفقـه بمنظمـة المـؤتمر اإلسـالمي عـام ‪1409‬ه ـ‬
‫والذي أجاز اإللزام بالوعد لضمان حق الجميع‪.‬‬
‫‪ -‬كمـا رأى المـؤتمر أن أخـذ العربـون في عمليـات المرابحـة وغيرهـا جـائز‪،‬‬
‫بش ــرط أال يح ــق للمص ــرف أن يس ــتقطع من العرب ــون المق ــدم‪ ،‬إال بمق ــدار‬
‫‪.‬‬ ‫الض ـ ـ ـ ــرر الفعلي المتحق ـ ـ ـ ــق علي ـ ـ ـ ــه من جـ ـ ـ ـ ـراء النك ـ ـ ـ ــول‪.‬‬
‫‪ -‬هـذا هـو باختصـار قـرار المـؤتمر الثـاني للمصـرف اإلسـالمي‪ ،‬ولقـد كـان‬
‫‪.‬‬ ‫لهــذا المــؤتمر أثــر كبــير في مســيرة المصــارف اإلســالمية‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫شــروط هــذا الــبيع حــتى يكــون صــحيحًا شــرعًا‪ ،‬كمــا جــاء في القـرار‪. :‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -1‬تمل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك البن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلعة‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -2‬حي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــازة البن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك له ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -3‬مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤولية الهالك قبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل التسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــليم على البنك‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -4‬تبعة الرد بالعيب بعد التسليم‪.‬‬
‫ناقش العلمـاء المعاصـرون بيـع المرابحـة لآلمـر بالشـراء وأصـدروا فتـاوى في المسـألة‬
‫‪.‬‬ ‫من تل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك الفت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاوي‪:‬‬
‫‪ -1‬الفتــوى الصــادرة عن المــؤتمر األول للمصــرف اإلســالمي المنعقــد في دبي في‬
‫‪.‬‬ ‫المـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدة من ‪ 25-23‬جمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادى الثانيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪1399‬هـ‪.‬‬
‫( يطلب المتعامـل من المصـرف شـراء سـلعة معينـة يحـدد جميـع أوصـافها ويحـدد مـع‬
‫المصـ ــرف الثمن الـ ــذي يشـ ــتريها بـ ــه المصـ ــرف وكـ ــذلك الثمن الـ ــذي يشـ ــتريها بـ ــه‬
‫المتعامـل مـع البنـك بعـد إضـافة الـربح الـذي يتفـق عليـه بينهمـا)‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫التوصــية‪ :‬يــرى المــؤتمر أن هــذا التعامــل يتضــمن وعــدًا من عميــل المصــرف بالشـراء‬
‫في حــدود الشــروط المنــوه عنهــا ووعــدًا آخــر من المصــرف بإتمــام هــذا الــبيع بعــد‬
‫الشـراء طبقـًا لـذات الشـروط‪.‬إن مثـل هـذا الوعـد ملـزم للطـرفين قضـاء طبقـًا ألحكـام‬
‫المــذهب المــالكي وملــزم للطــرفين ديانــة طبقـًا ألحكــام المــذاهب األخــرى ومــا يلــزم‬
‫ديانــة يمكن اإلل ـزام بــه قضــاء اذا إقتضــت المصــلحة ذلــك وأمكن للقضــاء التــدخل‬
‫الفتــوى الصــادرة عن المــؤتمر الثــاني للمصــرف اإلســالمي بــالكويت في المــدة مــا‬
‫‪.‬‬ ‫بي ـن ‪-7‬ـ‪ 8‬جمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادي ـاآلخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرـة‪ ،‬سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنة ‪1403‬ه‪.‬ـ‬

‫‪.‬‬ ‫مس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــألة‪ :‬الوع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد بالشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراء ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائز ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرعًا‪:‬‬


‫‪ -‬يقـرر المـؤتمر أن المواعـدة على بيـع المرابحـة لآلمـر بالشـراء بعـد تملـك السـلعة‬
‫المـشـتراة وحـيازتهـا ثم بيـعهـا لمن أـمـر بشـرائـها بـالربح اـلمـذكور ف ـي الموعـد السـابق‬
‫هـ ـو أمــر جــائـز شــرعـًا طـالمــا كــا ـنتـ تقــع عل ـى اـلـمصــرف اـإلســالم ـي مســؤولية الهال ـك‬
‫‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫قبــل ـالتســلي ـم ـوتبعــة الــردـ فيمــا يســت ـوجـب الــرد ـبعيبـ خفي‪ .‬ـ ـ‬
‫‪ -‬وأمــا بالنســبة للوعــد وكونــه ملزمـًا لآلمــر‪ ،‬أو المصــرف‪ ،‬أو كليهمــا‪ ،‬فــإن األخــذ‬
‫بـ ــاإللـزام هـ ــو ـاألحفـ ــظ ـلمصـ ــلحةـ التعاـمـ ــل‪ ،‬واسـ ــتقرار المعـ ــامالت‪ ،‬وفيـ ــه ـمراعـ ــاة‬
‫‪.‬‬ ‫ـ ـ‬ ‫لمص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلـحة ـالمصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف واـلعميل‪ .‬ـ ـ‬
‫‪ -‬وإـن األخــذ بــاإللزـام أمــر مقبــول شــرعًا‪ ،‬وكــل مصــرف مخــير في األخــذ بمــا يـراه‬
‫في مسألة اـلقوـل باإللزامـ حسب ـما تـراه هيئ ـة الرـقابة ـالشرعية لدـيه‪ .‬ـ ‪.‬‬
‫قرار (الهيئــة الشــرعية) بشــركة ال ـراجحي المصــرفية لالســتثمار رقم (‪.)30‬‬

‫الســؤال‪ :‬نرجــو إبــداء الـرأي الشــرعي حــول تعامــل الشــركة في المرابحــة في البضــائع‬
‫‪.‬‬ ‫الدولي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي يتلخص فيم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا يلي‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬يتق ــدم عمي ــل لش ــركة ال ـراجحي المص ــرفية لالس ــتثمار يطلب أن تش ــتري ش ــركة‬
‫الـراجحي بضــائع معلومــة محــددة المواصــفات بالســعر المعلن لهــذه البضــائع عالميــا‬
‫وبعـد ذلـك تقـوم الشـركة ببيعهـا للعميـل (طـالب الشـراء) على أن يـدفع الثمن مـؤجال‬
‫‪.‬‬ ‫بت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاريخ معين‪.‬‬

‫ثانيــا‪ :‬تقــوم شــركة الـراجحي بشـراء البضــاعة المعنيــة من بنــك اسـتثماري يتعامــل بــبيع‬
‫وشـ ـراء ه ــذه البض ــائع وت ــدفع ل ــه القيم ــة ويق ــوم البن ــك االس ــتثماري بتس ــجيل ه ــذه‬
‫البضائع لحساب شركة الراجحي ويبلغها بذلك بالتلكس‪.‬‬
‫ثالثـا‪ :‬تقـوم شـركة الـراجحي بعـد ذلـك بـبيع هـذه البضـائع للعميـل (طـالب الشـراء)‬
‫ثم ـتطلب من اـلبنـك اـالسـتثـماري تـحويـل مـلكيـة ـهـذه اـلـبضـاـئع ـلديـ ـه من ملكـيتهـا‬
‫‪.‬‬ ‫إلى ـملـكيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـةـ اـلعميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلـ (ط ـ ـ ـ ـ ـ ــالبـ ـالشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراء)ـ‪ .‬ـ ـ‬
‫رابع ــا‪ :‬يق ــوم العمي ــل (ط ــالب الش ـراء) بتس ــديد قيم ــة ه ــذه البض ــائع إلى ش ــركة‬
‫ـ‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراـجحي فـي موعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد مـؤجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل؟ـ‬
‫الـج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواب‪. :‬‬
‫ال ـتـرى الهيئـة مانعـا أن تسـتثمر الشـركة أموالهـا من خالل هـذه المعاملـة‪ ،‬بشـرط‬
‫أنـ تـك ــونـ تل ــك ـاـلبض ــائـع ـموج ــودـة فعال فـ ـي مس ــتودعات اـلبن ــك اـالس ــتثماري‪،‬‬
‫وـتـقـيـد ـبـا ـس ـم شـركةـ ـالـراجـحي‪،‬ـ ويـ ـزوـد البـنـك الشـركـة بـشـهادة م ـن مسـتودعـاته تـثبـت‬
‫خ ـانعق ـ ـادـ الـص ـفـقة‪،‬‬
‫وجــودـ ـالـبضــائع ـفـي ـمســتوـدـع ـاتـه ومـلكـيتـه ـ ـا لل ـ ـراـجح ـي ـفي تــارـي ـ‬
‫ع ـل ـى أن يكــونـ تعـام ـ ـل الش ـرـكةـ ـفي هــذه ـاـلمعـاـملــة بصــفة مـؤـقت ـةـ‪،‬ـ رـيثم ـ ـا تس ـتـكملـ‬
‫اـسـتثمار أـمـوالها ـبطرق ـوعقوـد أق ـربـ إلى ـاـلسالمـة الـشرعيـة م ـن هذه اـلمعـاـملة‪.‬‬

You might also like